دلع روحي ..:| نائبة المدير |:..
عدد المساهمات : 149 نقاط : 230
| موضوع: ****وردة بيضاء******* السبت أغسطس 08, 2009 10:33 pm | |
| .:: وردة بيضااء ::. كنت أسمع أن للورد جاذبية خاصة حتى وإن كانت هموم الدنيا كلها فوقك ستحس بجاذبيتها .. هذا ماكنت أسمع .. لم أكن أعلم أصحيح هذا الكلام أم لا ؟! لكن الآن أصبحت أعلم . فهاأنا أسير في وسط الورود في هذه الحديقة وعن يمين وشمالي أنواع وألوان وأشكال من الورود ولكن.. لم أحس بجاذبيتها .. أمعقول أن يكون ما سمعت خاطئاً .. كل شي معقوول !! كانت الأفكار تأخذني حيث شاءت وكيفما أرادت كنت أتلفت في هذه الحديقة .. يمنة ويسرة محاولاً تشتيت هذه الأفكار .. محاولاً الإنجذاب إلى أي وردة ولكن دون جدوى.. أغمضت عيني وأنا أسير لعلي أفتحها لأجد تلك الوردة فلا زال في عقلي شيء من التصديق لما سمعت.. فتحت عيني ولكن.. لا شيئ !! نظرت عن يسااري .. لا شيء !! نظرت عن يميني .. هاهي .. كأنها تناديني .. نعم هاهي بلونها الأبيض البراق لا تجذب من به هموم الدنيا فحسب .. بل تجذب الهموم نفسها !! بدأت قدماي بالسير .. ليس بإرادتي .. بل رغماً عني .. بدأت تقترب وتقترب إلى أن وصلت.. كانت رائحتها تسابق شكلها في جذبي إليها .. وكان شكلها يساابق لونها الأبيض البراق في جذبي إليها .. لم أكن أستطيع فراقها.. صحيح أني لم أحاول ولكني أعلم أني لو حاولت فلن أستطيع.. أمعنت النظر فيها راقبت حركاتها وهي تتمايل أمامي .. كانت الرياح تحركها.. وكأنها راقصة تتمايل على طرب أصيل .. لم تستطع يداي تحمل هذا المنظر فمضت من نفسها.. رغماً عني !! لتقطف هذه الراقصة البيضاء.. لم تكن تريد إلا الاحتفاض بها .. مراقبتها .. العيش معها .. اقتربت يدي منها ... داعبتها ... قلبتها بين أصابعها ... وعندما قررت ضمها حتى كشرت عن أنيابها.. حتى غرزت شوكها في يدي .. عادت يدي مسرعة.. مستغربة .. كان الألم لا يوصف .. ليس ألماً خارجيا فحسب .. بل ألم في قلبي .. ذكرتني بواقعي المرير .. واقعي المؤلم .. في ذلك الوقت كنت أود أن أجد من شبه الوردة البيضاء بالصديق .. كنت أود تعذيبه .. ضربه .. بل وحتى قتله .. كنت أود قتله لأنه أعاد إلى ذاكرتي بسبب هذه الوردة ذلك الصديق الوفي .. الصدوق .. الغادر .. الخائن.. الذي دخل إلى قلبي .. وترك أثره الرائع .. الجميل .. المؤلم .. المقزز .. سقطت قطرة دم من يدي وارتطمت بأوراق الوردة لينتشر دويها في داخلي .. وكأنه يوقظ شيئا فيني .. أعادتني من أعماق أفكاري إلى واقعي المرير نظرت إلى يدي فوجدت الجرح قد بدأ بالزوال ونظرت إلى قلبي لأجد جرحاً قديماً قد عاد!!! | |
|