إن الاختيارات التي تمليها علينا (عواطفنا) قد تقودنا إلى سعادة مؤقتة.. لا تلبث أن تتحول إلى (مأساة).. في الوقت ذاته تؤدي بنا اختياراتنا المعتمدة على حكم العقل إلى القسوة على (مشاعرنا) وتجفيف عروق (أحاسيسنا).. والبعد بنا عن إنسانيتنا.. ولذلك فإن السؤال يستمر: وما العمل إذاً؟
يعيش الإنسان صراعاً عنيفاً.. في بعض الأحيان.. مع نفسه.. مع عواطفه.. مع عقله.. مع إرادته.. مع بشريته.. مع وعيه.. مع آدميته.. مع إنسانيته.. لكن هذا الصراع قد يتوقف في أي لحظة.. يتوقف بمجرد أن يتخذ الإنسان قراراً ما.. لكن نتائج قراره هذا قد تؤثر كثيراً في مجمل حياته..
فإذا هو استجاب لعواطفه وتجاهل عقله.. فإن عليه أن يتحمل الكثير من النتائج السالبة في معظم الأحيان.. والصائبة في أحيان نادرة.. قد يقول نعم لقلبه.. وبذلك يدفع ثمن اندفاعه، وتسرعه، وتخليه عن إرادته.. واستسلامه لحالة من الضعف.. والهوان..
وإذا هو انتصر لعقله.. وحافظ على تماسك إرادته.. وبدا قوياً أمام ضغوط مشاعره.. فإنه وإن حفظ كرامته، إلا أنه سيظل ينزف. وينزف من الداخل تحت وطأة حنينه.. ورغباته.. وأحاسيسه.. وضربات قلبه المرتجفة بين أضلعه..
وإذا هو استطاع أن يوفق بين عقله.. وقلبه.. بين كرامته.. وضعفه.. فإنه قد لا يحقق شيئاً مما في نفسه.. ولا يحافظ على هيبته في آن معاً.. و يبقى دائما السؤال ماذا نفعل ؟
هل نتجاهل العقل و ننساق وراء مشاعرنا ؟ ام نلجم جماح مشاعرنا و نحكم العقل ؟
و كيف نوفق بين العقل و الاحساس دون ان نخسر احدهما ؟
انتظر منكم دائما المرور الجميل و التعليقات الرائعه و النقاشات المثمره
تقبلوا منى التحيه و التقدير